تلخيصات مدخل لدراسة العلوم السياسية
المبحث الأولماذا نقصد بالعلم ؟ و مذا نقصد بالسياسة ؟و هل هناك مشكلة في اقتران العلم بالسياسة ؟
1- تعريف العلما :لعلم هو خطاب يتناول الواقع، الخطاب العلمي هو خطاب متميز عن غيره من انواع الخطابات لأنه خطاب متماسك داخليا عكس باقي الخطابات وهو خطاب لا يقبل التناقضات و التعارضات اي انه منطقي و يقبله العقل.و العلم خطاب يدرس و ينصب على الواقع. وهو كذلك وسيلة لبناء المعرفة و الوصول الى الحقائق، لكن هذه الحقائق التي نتوصل اليها عن طريق العلم تكون نسبية و قابلة للتجديد و تسمى هذه الحقائق بالمعرفة العلمية.كل بحث يلتزم بالمنهج العلمي يمكننا اضافة الصبغة العلمية عليه (بحث علمي).ان اهم ما يميز العلم عن التفكير الخرافي و الأسطوري هو ان ان العلم يعتمد على المنهج العلمي فما هو المنهج العلمي ؟المنهج العلمي:المنهج هو الطريقة التي يعتمدها الباحث للوصول الى حقيقة معينة. و هو عبارة عن مجموعة من الخطوات المترابطة بشكل منطقي. و يبدأ المنهج العلمي بالملاحظة (المراقبة) وصولا الى الفرضيات و من ثم التجربة .و العلم اساسا يهتم بدراسة الظواهر الطبعية لأنها:دقيقة و تتكرر بشكل منتظم مما يسهل على الباحث التنبؤ بها و كذا معرفة حقيقتها. عكس السياسة التي هي نشاط بشري يصعب دراسته بشكل موضوعي (لأن الذات الدارسة هي المدروسة في نفس الوقت) اي غياب الموضوعية لأن الإنسان متميز بتقلبه و انفعالته النفسية مما يؤدي الى عدم انتظام و دقة نشاطه السياسي و بالتالي صعوبة دراسة السياسة و النشاط البشري السياسي بشكل موضوعي و دقيق، و كخلاصة فان المعرفة السياسية التي نحصل عليها تكون احتمالية و نسبية فقط !2- تعريف السياسةحسب تعريف الدكتور الجماعي بكلية الحقوق طنجة:“السياسة هي نشاط بشري يهدف الى تنظيم الأفراد داخل مجتمع سياسي تسوده سلطة الدولة. و تمارس السياسة من طرف الحكام و السلطة التنفيذية و التشريعية و القضائية بالإضافة الى الشعب من خلال التصويت في الإنتخابات و الإحتجاجات و المضاهرات”في المعنى الحرفي: كلمة سياسة ترجع الى سوس او سيسس.و تعني حسب معجم العرب:بالنسبة للحيوان: درب و روض.بالنسبة للإنسان: تولى امور الناس بما يصلح لهم.في اللغة النجليزية: كانت تطلق كلمة POLITICS على المدينة الدولة (لحقا اصبحت تطلق على فن حكم الدولة وادارة امورها داخليا و خارجيا)
المبحث الثاني: موضوعات علم السياسةنقصد بموضوعات علم السياسة تلك المواضيع التي يتناولها علم السياسة.1- موضوع الدولةعلم السياسة هو علم الدولة اي ان الدولة هي اهم موضوع في علم السياسة, و هذا القول هو قديم جدا نظرا لكون الدوله كانت و مازالت اهم ما يتناوله علم السياسة.و قد برزت هذه الفكرة اكثر فاكثر في القرون الوسطى من بروز سيادة الدولة و ظهور الدولة الأمة.منقول من المحاضرات: اهم مميزات الدولةالسيادة للأمة او الشعب (حكم الشعب نفسه بنفسه).الدولة شخصية معنوية تتمظهر في المؤسسات التابعة لها.مكونات دولة الحق و القانون:تقوم على مبدأ الشرعية (تستمد شرعيتها من القانون و الشعب).تقوم على مبدأ فصل السلط (كل سلطة مستقلة عن السلطة الخرى)تأخذ بالدستور الجامد وهو اعلى قانون في الدولة.تحترم حقوق و واجبات و حريات الأفراد و تضمن لهم حق ممارسة حرياتهم.والدولة هي مؤسسة الؤسسات اي ان جميع المؤسسات تنضوي تحتها و تخضع لها و تعمل في اطارها. و كذا فالدولة هي التي تنظم العلاقات بين المواطنين ببعضهم البعض و علقتهم بها عن طريق السلطات التشريعية و التنفيذية و القضائية.2- علم السياسة هو علم القدرةالسلطة او القدرة هي السيادة على المجال الترابي الخاضع للدولة.الفرق بين التاثير و القدرة و السلطة:تعريف التاثير: هو ان فردا ما يحمل فردا اخر على فعل شيء لم يكن ينوي القيام به, او عدم القيام به.
الفاعلون في الحقل السياسي :
1- الأحزاب السياسيةتعريف الحزب السياسي :الحزب السياسي هو احد الوسائل و الطرق التي تمكن الأمة من المشاركة في الحكم . و بذلك لتستطيع صنع القرار لصالحها . و الحزب السياسي اما ان يكون حاكما ( مشاركا في الحكومة ) او ان يكون في المعرضة .التعريف الماركسي للحزب السياسي :الحزب كما عرفه ستالين هو : قطاع من الطبقة (طبقة اجتماعية) , قطاعها الطليعي ( نخبتها ) .فالحزب السياسي عند الماركسيون هو مجموعة من الأفراد ينتمون الى طبقة اجتماعية واحدة يهدفون الى الوصول الى الحكم. بمعنى اخر ان الماركسيون ينظرون الى الحزب من زاوية طبقية.التعريف اللبرالي للحزب (الاتجاه التنظيمي):يركز هذا الاتجاه على ان الحزب هو مجموعة من الأفراد يجمعهم الإيمان و الإلتزام بمجموعة من الأفكار السياسية هدفهم الصريح هو الوصول الى السلطة عن طريق الإنتخابات.ما هي اسباب ظهور الأحزاب السياسية ؟هناك نظريتان تفسران سبب ظهور الأحزاب السياسية:النظريات المؤسسية او البرلمانية : تعني ان ظهور البرلمان و كذا ظهور اللجان الانتخابية ادى في النهاية الى اتحاد تلك اللجن الانتخابية تحت اسم حزب سياسي من ثم اصبح هناك احزاب سياسية.نظريات الموقف التاريخي : ترى هذه النظرية ان الأحزاب ظهرت بسبب مجموعة من الأزمات:ازمة الشريعة : عجز المؤسسات الموجودة على الإستجابة الى مطالب الشعب.ازمة المشاركة : ظهرت الاحزاب لتشارك في العملية السياسية.ازمة التكامل الاجتماعي : تعني ان الإنقاسامات الاجتماعية ادت الى ظهور احزاب تمثل كل الفئات الإجتماعية.تصنيف الأحزاب السياسية :لتصنيف الأحزاب هناك ثلاث معايير تحقق ذلك:1- المعيار الإيديولوجي : يصنف الأحزاب على حسب افكارها و مبادئها و ايديولوجياتها الفكرية ( حزب اسلامي ، حزب اشتراكي ، حزب لبرالي … )2- المعيار التنظيمي: هناك نوعان من الحزاب اعتمادا نوع التنظيم الداخلي للأحزاب هناك:احزاب الكوَادر: اي ان الحزب يعتمد على النخبة في المجتمع و يتكون من شخصيات جد مهمة في المجتمع.احزاب الجماهير: تعتمد على جلب اكبر عدد من الجماهير و المواطنين لتدعيمها في المعارك و الصراعات السياسية و الانتخابية.3- المعيار الشخصي: اي ان الحزب يقوم على شخصية مركزية و تسمى بالزعيم الحزبي و يقوم باقي اعضاء الحزب بالولاء له و اتباعه .
وظيفة الأحزاب السياسية :اهم وظائف الأحزاب1- اعداد برامج انتخابية .2- اعداد النخب السياسية .3- ادماج الأفراد والجماعات في المشاركة السياسية .4- الرقابة على العمل الحكومي (المعارضة من داخل البرلمان) .5- تجميع المطالب الإجتماعية .2- جماعات الضغطهي جماعات يلجأ الي تكوينها او الانضمام اليها من اجل التأثير على سياسة عامة ازاء موضوع معين. و هي كذلك تنظيمات تستهدف التأثير على صانعي القرار .اذن جماعات الضغط هي مجموعة من الأفراد والجماعات تسعى الى تحقيق مصلحة معينة عن طريق الضغط .وتوجد هذه الجماعات بكثرة في الأنظمة الديموقراطية وذلك نظرا لتوفر فرصة اكبر لتحقيق مصالحها بشكل سلمي و مدني .شروط قيام جماعات الضغط :وجود حكومة قوية تستوجب الضغط و التاثير عليها .توفر بيئة ديموقراطية : حرية ، تنوع و الإستقلالية .انواع جماعات الضغط :الجماعات الترابطية : تتميز بترابط العلقات بين اعضائها و توحد مطالبها و تتفق على هدف التاثير على صناع القرار .الجماعات المؤسسية : هي المؤسسات التي تمثل الحكومة : الجيش و البرلمان و الكنيسة …الجماعات غير الترابطية : هي الجماعات التي تهدد النظام و تؤدي الى عدم الإستقرار من اجل .الضغط على صناع القرار بهدف تحقيق مطالبه ا: مظاهرات ، احتجاجات ، اعمال الشغب .اهداف و وظائف جماعات الضغط :الهدف الأول : صياغة المطالب و التعبير عنها .الهدف الثاني : الضغط للحصول على مصالح مادية .الهدف الثالث : المعارضة للسياسات االتي تضر بمصالحها .اهم آليات عمل جماعات الضغط او المصالح :المساندة الإنتخابية : مساندة مرشح معين للفوز بالإنتخابات .الدعاية و المعلومات : اقناع الجماهير بفكرة معينة .استخدام العنف : من اجل التعبير عن المطالب .3- الرأي العامالراي العام هو رأي الجماهير اي رأي الأغلبية الساحقة من الناس او المواطنين و يسمى كذلك بالعقل العام او الإرادة العامة .الفرق بين الرأي الخاص و الرأي العام :يختلف الرأي الخاص عن الرأي العام في كون ان الرأي الخاص هو رأي شخص واحد و فرد واحد اما الرأي العام هو رأي الجماعة اي هو مجموع الأراء داخل جماعة من الناس حول موضوع او مسألة تخصهم جميعا .الرأي العام في الدول الديموقراطية يكون واضحا و ظاهرا بدون تكتم و لا تشويه عكس ما يحدث في الدول الديكتاتورية . و الرأي العام يعبر عن ارادة الشعب .انواع الرأي العام :الرأي العام الكامن : غير مكشوف و غير معلن عنه , و يلجأ الأفراد الى كتمان ارائهم في المجتمعات التسلطية و يظهر عند قيام الثورات و يسمى هذا النوع كذلك بالرأي العام الداخلي .الرأي العام الظاه : حيث يقوم الشعب او العامة بالتعبير عن ارائهم بكل حرية و عفوية في الدول الديموقراطية و اللبرالية و يسمى كذلك بالرأي العام الخارجي .العوامل المؤثرة في تشكل الرأي العام :تأثير المناخ : حسب ارسطو في كتابه السياسة ; الناس الذين يسكنون في المناطق الباردة يتمتعون بالشجاعة و لكن تنقصهم الكفاية في التفكير . اما الناس الذين يقطنون في المناطق الحارة فيتمتعون بالقدرة الكبيرة على التفكير و لكنهم بدون روح و هذا ما يجعلهم جامدين .تأثير العلم : العلم يؤثر على افكار الناس و يوجهها عن طريق البرامج الحوارية و الأخبار . فالعلم يشكل اراء الناس و يؤثر في افكارهم و أرائهم و توجهاتهم العامة .تأثير الشائعات : انتشار الشائعات في مجتمع ما يؤثر على اعضائه و يؤثر كذلك على نفسيتهم و اختياراتهم و تسمى هذه العملية بالحرب النفسية .تأثير مواقع التواصل الجتماعي ( الفايسبوك مثلا ) .تعمل وسائل التواصل الإجتماعي على حشد اراء الناس و توجيههم و تتميز بسرعة وصول الأخبار و انتشار الشائعات و الحرية التامة في التواصل .النخبة السياسية :النخبة هي صفوة المجتمع او خيار الناس او الطبقة المفكرة و المنتجة في المجتمع و تشمل كلمة نخبة ؛ الأساتذة و المثقفون ، و المبدعون , و المفكرون , و الفنانين …خصائص النخبة :عدد النخب قليل مقارنة بالجماهير .تتميز بمؤهلاتها و كفائاتها .صاحبة قوة و نفوذ في المجتمع .تحتل الصدارة .
أنظر أيضاتلخيص رائع ومميز يشرح مدخل للعلوم السياسية اضغط للتحميل بصيغة PDF
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق